2025-09-23 04:01:41
في قلب الصراعات الدامية التي أنهكت جنوب السودان، تنبض أحلام الشباب برغبة جامحة في الحياة. بينما تدور رحى الحرب الأهلية، تبرز كرة القدم كوسيلة غير متوقعة للحفاظ على الأمل وبناء غد أفضل.
تأسست أكاديمية “أعالي النيل” في ربكونا على يد لات تونغوار، الذي آمن بقوة الرياضة في تجاوز الانقسامات العرقية والقبلية. تجمع الأكاديمية 240 فتى من مختلف أنحاء البلاد، متحدين بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية، تحت شعار واحد: كرة القدم من أجل السلام.
يواجه تونغوار وتلاميذه تحديات جسيمة: نقص التمويل، صعوبة الوصول إلى المعدات الرياضية الأساسية، وعزلة تامة عن العالم الخارجي. رغم ذلك، يستمرون في التدريب يومياً على أمل أن تصبح موهبتهم وسيلتهم للخلاص من براثن الحرب.
تقف هذه المبادرة كمنارة أمل في بلد تشهد فيه الأجيال الصاعدة الدمار أكثر من التعليم، حيث لا يتجاوز معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية 29%. عبر كرة القدم، يتعلم هؤلاء الشباب قيماً جديدة: التعاون، الانضباط، والوحدة التي تتجاوز حدود القبيلة والعرق.
رغم كل الصعوبات، يحلم هؤلاء الشباب بيوم يتحول فيه ملعبهم الأخضر إلى منصة عالمية، حاملين رسالة سلام من بلد عانى كثيراً. قد تكون كرة القدم مجرد لعبة، لكن لهؤلاء الفتيان، إنها طوق النجاة والأمل الوحيد في مستقبل أفضل.