أكثر المباريات فوضى في تاريخ كرة القدمعندما يتحول الملعب إلى ساحة معركة
2025-09-28 05:42:21
في عالم كرة القدم، تتحول أحياناً المباريات من منافسة رياضية إلى معارك حقيقية، حيث يفقد الحكم السيطرة على مجريات اللقاء. في هذه المواقف العصيبة، لا يجد الحكم خياراً سوى اللجوء إلى البطاقات الحمراء لاستعادة النظام، لكن بعض المباريات تشهد أعداداً قياسية من الطرد تتجاوز كل التوقعات.
يعود تاريخ البطاقات الحمراء إلى عام 1970، لكن الأحداث العنيفة في الملاعب سبقت هذا التاريخ بكثير. ففي مونديال 1954، شهدت مواجهة البرازيل والمجر ما عُرف بـ”معركة برن”، حيث تحولت المباراة إلى شجار عنيف أدى إلى إصابات خطيرة بين اللاعبين.
سُجل الرقم القياسي للبطاقات الحمراء في كأس العالم خلال مباراة هولندا والبرتغال في مونديال 2006، حيث أظهر الحكم 4 بطاقات حمراء و16 صفراء. لكن هذا الرقم يبدو متواضعاً مقارنة بما حدث في البطولات المحلية.
ففي الدرجة الثالثة الإنجليزية عام 1997، شهدت مباراة بلايموث وتشيسترفيلد طرد 5 لاعبين. وفي الدوري الفرنسي 2020، تلقى اللاعبون 5 بطاقات حمراء في مباراة باريس سان جيرمان ومرسيليا. لكن هذه الأرقام تبقى بعيدة عن الرقم القياسي المسجل في إسبانيا.
ففي مباراة بالدرجة السادسة الإسبانية عام 2009، قام الحكم بطرد 19 لاعباً، وهو رقم مذهل لكنه ليس الأعلى في التاريخ. ففي كأس ليبرتادوريس 1971، طرد حكم مباراة بوكا جونيورز وسبورتينغ كريستال 19 لاعباً أيضاً، بينما نجا 3 لاعبين فقط من الطرد.
لكن الرقم القياسي المطلق سُجل في باراغواي عام 1993، عندما طرد حكم مباراة في الدرجة الثالثة 20 لاعباً. والأكثر إثارة أنه في البرازيل عام 1954، طرد الحكم جميع اللاعبين الـ22 لكن دون استخدام البطاقات الحمراء التي لم تكن معتمدة بعد.
يبقى الرقم الأكثر إذهالاً ذلك الذي سُجل في الأرجنتين عام 2011، عندما طرد الحكم 36 لاعباً ومدرباً في مباراة بالدرجة الخامسة، بعد أن تحول الملعب بالكامل إلى ساحة معركة شارك فيها حتى البدلاء والطاقم الفني.
هذه الأرقام القياسية تذكرنا بأن كرة القدم، رغم جمالها، يمكن أن تتحول إلى فوضى عارمة عندما تطغى المشاعر على الروح الرياضية، مما يجعل مهمة الحكم في الحفاظ على النظام تحدياً حقيقياً يتطلب حكمة وشجاعة نادرتين.